كنت المطرْ ..
وتصحرتْ أرضُ الفؤاد ِ
فــلا حياةَ
ولا أثـــرْ ..
وأحرقتْ رمضاؤها
أقدامَ منْ يهفو
إلى روضٍ
نَضرْ ..
والأرضُ عطشى
لاترى مُزناً
ولم يهطِلْ
مــطرْ ..
كنت المطرْ ..
والأرض في شوقٍ
إلى لثمِ المطرْ ..
كنت المطرْ ..
يسقي غصوناً ذابلهْ ..
يُحيي قلوباً بائسه ْ ..
كنت المطرْ ..
في دوحةٍ فيها الزهورُ
تبتسمْ ..
تلقَاكَ بالإجلالِ
شَوقاً تقتسمْ ..
كُنت الرواء في عُمرِ
الظمأ ..
والصفو في كَدَرٍ بدا على وجه
السما ..
يـــــاراحلاً …
كمْ يشتكي تَعب الطريق ِ
الراحلـــونْ ..
ويَهُدهمْ ألمُ السّــنِين
فَيصبرونْ ..
ولكمْ بكت ْ تلكَ الدروبُ عليهمُ
والليل يرهقهُ
الأنينْ ..
والعينُ تغرقُ بالدموعِ
يجتاحها شوقٌ
دفينْ ..
السالكونَ الدربَ أفئدةٌ
هنالكَ خافقة ..
وعُيونُ أحبابي
عليهم دامعة ..
الراحلونَ هُـمُ هُـمُ
دَمعُ الألمْ ..
الرَشفونَ على
غَـديرِ الحُبِّ
من عذبِ النغمْ ..
الراحلونْ …
لهمْ قلوبٌ
مُؤمنة ..
باللهِ راضيةٌ
بهِ مُستنصِرة ..
الراحِلونْ ..
تشتاقهمْ تلكَ الرياضْ
يشتاقُهم ْ
زهرٌ وطلْ ..
تشتاقُهم أغصانُ
ريحانٍ وفلْ ..
ياراحلاً..
تزدادُ في الدربِ
الفتن ْ ..
ويلفنا ليلُ المواجعِ
والمِحنْ ..
وتَذُوبُ آمالٌ
عِــظامْ..
ويهدّنا ليلُ
السقام ْ..
فمتى ــ بربكَ ــ
ينجلي عنّا الرغام ْ ..
- ممـآ رآق لـي ..